إن معرفة لغة من اللغات لم يبق اليوم نوعاً من الرفاهية الفكرية أو الاجتماعية، بل أمسى ضرورة ملحة، وذلك بسبب التطورات العميقة التي حصلت في هذا القرن؛ فانطلقت المجتمعات تصعد درجات الرقي والتمدن، وتنهل العلم في جميع اشكاله على مختلف صوره. وكان من اثر ذلك أن أصبحت المسافات بين الشعوب تتقارب، واصبحت الحاجات تفرض على مختلف البلدان التفاهم المباشر، وكان ان اصبح اتقان لغة معينة وسيلة لابد منها لفهم شعب معين، سواء بهدف التعاون أو الأخذ والعطاء.
من هنا يأتي دور اللغة الإنجليزية في موقع اللغة الانجليزية للجميع، واللغة الأكثر انتشاراً وأكثرها تدريساً في معظم دول العالم. لذلك، اتقان اللغة الانجليزية سبيل أكيد يؤمن التفاهم بين الأمم، ويسهل نيل المعرفة، ويقرب الانسان الى مصادر العلوم والفنون بشتى أشكالها.
اتقان اللغة الإنجليزية اليوم ليست احدى الكماليات الملازمة للمثقف، بل أصبحت ضرورة لكل راغب في متابعة تحصيله في تنويع معلوماته. أضف الى ذلك كله أن معظم الفنون الأدبية تفقد الكثير من روقنها وسحرها، وتتعطل فيها القوة الطبيعية وجمال البداهة إذا تمت ترجمتها.
لماذا الترجمة؟ في بعض الأحيان نضع أنفسنا في موقف نحتاج الى فهم الشيء كما يرويه لنا المترجم! وإن كانت الترجمة أمينة الأصل ودقيقة، إلا أنها حتما ابتعاد عن صفاء الفكرة ورقة التعبير أو قوته، وهي في بعض الأحيان تشويه الانشاء الذي أراده الكاتب ولم يستطيع المترجم الناقل حمله الى لغته إلا مغلوطا أو ضعيف الأداء.
اتقان اللغة الإنجليزية اذن هو الأساس، بل الجوهر الذي لابد منه، وشرط يجب ان يتوفر في كل من يريد التعامل مع الانترنت أو السفر أو البحث في شتى المجالات. وتذكر دائماً عزيزي القارئ، أن لغة تعرفها، هي حتما كسب عظيم لا يوازيه شيء، بل يضيف الى الشخصية والفكر كمالا ورونقا.